وكل من تلقاه يشكو دهره      ليت شعري هذه الدنيا لمن

     
الحياة صعبة ، و قاسي هو هذا العالم الذي تتنازعنا فيه الآمال و الإحباطات ، ما بين المصاعب الإقتصادية و اللإجتماعية و أحلام التعليم و الزواج و الحياة المهنية الناجحة و الإستقرار المادي ، لخمس دقائق فقط دعني أقص عليك مسيرة شخصية سودانية ، لعلك ترى خلالها الضوء في نهاية النفق.
هذه الشخصية قيل عنها الكثير ، قالت عنها مجلة النيوز ويك أنها أكثر الوجوه المطلوبة اليوم في عالم الأزياء ، ظهورها على غلاف مجلة إيل كان مناسبة غيرت وجه عالم الأناقة والأزياء. أشد ما لفت إنتباه مراسل المجلة (بعد طولها الفارع - خمسة أقدام و احدى عشر بوصة) هو روح الدعابة التي تشع منها و ثقتها بنفسها ، غيرت هذه الشخصية وجه عالم الأناقة و غيرت مفاهيم الجمال و ما هيته ، هذه الشخصية عارضة الأزياء السودانية أليك ويك.

لكن لنلقي نظرة فاحصة على حياتها قبل صعود نجمها إلى مصاف السوبر موديلز ، حينما كانت طفلة صغيرة من قبائل الدينكا تعيش في جنوب السودان ، و أصيب والدها المعلم بسبب الحرب و تم إخلاءه إلى الخرطوم تاركاً الأسرة خلفه لتتصاعد الحرب و تدفع أليك ثم بقية أفراد أسرتها لمغادرة الجنوب إلى الخرطوم عبر بعض الطائرات العسكرية ، وفاة والدها أفسدت حلاوة تجمع الأسرة مرة أخرى ، فى ذات الوقت كانت أختها الكبرى التي وصلت إلى لندن تحاول أن تستصدر تأشيرة لعائلتها لتنضم إليها بعد وفاة معيلها .
لم ينضم للأخت سوى أليك و أمها و اخت أخرى ، وتفرق عقد العائلة بعد ذلك.

لم تكن تلك نهاية المصاعب بالنسبة لأليك ، فلم تنتهي المضايقات في مدرستها بسبب لون بشرتها الفحمي ، إلا بعد معاناة طويلة.
حتى بعد إكتشافها و هي تتابع أحد المهرجانات في عام 1995 ، لم يتوقف البعض من توقع فشلها و توقفها ، لكنهم كانوا مخطئين حيث إمتد نجاحها عبر المحيط الأطلسي إلى نيويورك في عام 1996، و أعلنوا جميعاً إستحالة فوزها بأي عقد لعرض مستحضرات التجميل بسبب بشرتها الداكنة ولكنهم كانوا مخطئين مرة أخرى! حيث فازت أليك بعقد مع فرنكوي نارس ثم كلينك إسحاق مرزاحي و مشينو. لم تتوقف أليك عند ساحات عروض الأزياء في لندن و باريس و ميلان و نيو يورك ، لقد امتد لتشارك في فيديو كليب لجانيت جاكسون و بستا رايمز ، تعيش أليك اليوم في منهاتن .

فرصك في الإلتحاق بعالم الأزياء (رغم أناقتك ) قد لا تكون كبيرة ، لكن تذكر أن أليك لم تحول جميع المشاعر السلبية التي وجهت إليها إلى عادة تدمر بها ذاتها ، و لم تجعلها تقف عقبة في طريق نجاحها ، ولم تخف من النجاح و النمو ،و ظلت صورة مجسمة للإيجابية البناءة.!
أليك هي واحدة فقط من المبدعين السودانين في شتى المجالات ن أحد هؤلاء هو الكاتب الطيب صالح .  
     
هناك عدد رائع من فنانينا التشكيلين الذين تعرض أعمالهم و تباع للمعجبين  في جميع أنحاء العالم   الفنان و البروفيسور السوداني أحمد محمد شيبرين ، إبعض أعمال البروفيسور تزين صالات الركاب بمطار الملك عبد العزيز بجدة ، المملكة العربية السعودية.
       
لا تنظر بعيداً باحثاً عن المتفوقين ، من تغلبوا على الصعاب ، قد لا يكونوا مشهورين ، بل قد يكونوا من مَن تصادفهم في حياتك اليومية ، يواجهون مصاعب الحياة بإيجابية و كلهم أمل و تفاؤل ، لم يتركو المجال سالكاً لأن تدب إلى حياتهم العادات السامة أو المهلكة للصحة ، الحياة عندهم أثمن من ذلك!

الفرقة الغنائية Boyz II Men لديها ما تقوله عن التبغ و منتجاته ، هل تريد أن تراهم؟